العرب فرع من الشعوب السامية تتركز أساسًا في الوطن العربي بشقيه الآسيوي والإفريقي إضافة إلى الساحل الشرقي لإفريقيا وكأقليات في إيران وتركيا ودول المهجر، واحدهم عربي ويتحدد هذا المعنى على خلفيات إما إثنية أو لغوية أو ثقافية.[16][17] سياسيًا العربي هو كل شخص لغته الأم العربية ووالده عربي. وتوجد أقليات عربية بأعداد معتبرة في الأمريكيتين وفي أوروبا وإيران وتركيا.
هناك اختلاف في وجهة النظر حول الأصل التاريخي لكلمة عرب: يرى قسم من الباحثين أن لفظة "عرب" تعني البداوة، في كل اللغات الساميّة القديمة التي ما زالت بعض نقوشها موجودة حتى اليوم، ولم تكن تُفهم إلا بهذا المعنى في أقدم النصوص التاريخية التي وصلت الباحثين المعاصرين، وهي النصوص الآشورية، وقد قصدت بها البدو بعامّة، واستعملت بهذا المعنى عند غيرهم.[18] ولمّا توسعت مدارك الأعاجم وزاد اتصالهم واحتكاكهم بالعرب وبشبه الجزيرة العربية، توسعوا في استعمال اللفظة حتى أضحت تشمل أكثر العرب بوصفهم أهل بادية، وأن حياتهم حياة أعراب، ومن هنا غلبت على بلادهم فصارت عَلَمية عند أولئك الأعاجم، على بلاد العرب وعلى سكانها، ولذلك أطلق اليونان والرومان على بلاد العرب لفظة "العربية" (باللاتينية: Arabia)، بمعنى بلاد العرب.[19]
ويرى قسم آخر بأن لفظة عرب استخدمت تاريخيًا للدلالة على الإثنية العربية، وانتقدوا وجهة النظر القديمة التي تقول أن تلك اللفظة كانت تدل على نمط المعيشة البدوي،[20] بل ولم تستخدم مطلقا للدلالة على البدو حصرًا دون الحضر،[21] وقد استخدمت لفظة عرب تاريخيًا لدى اليهود كمرادف لكلمة "اسماعيلي"،[22][23] وكانت استنتاجات القائلين بأن أصل كلمة عرب هي البدو مبنية على التحليل الفيولوجي الركيك والغير معتمد علميًا،[24] بالإضافة إلى أن لفظة عرب لم تستخدم قديمًا في الإشارة إلى أي أمة اخرى غير العرب،[25] بل إن الفحص الصحيح لكلمة عرب كصفة لمكان كان له عدة معاني اللغات السامية من بينها الخصب والمياه.[26]
كان موطن العرب الأصلي هو شبه الجزيرة العربية وبعض أنحاء الشام والعراق، وقد استمروا يعيشون في هذه الأقاليم حتى ما بعد بعثة النبي محمد بن عبد الله، عندما انتشر الإسلام في جميع أطراف شبه الجزيرة العربية وتوحدت قبائلها وعشائرها المختلفة في ظل الدين الجديد، فانطلقوا يفتحون الأقاليم المجاورة لهم وينشرون الإسلام فيها، ومع مرور الوقت أصبحت عدّة بلدان من تلك التي فُتحت بلدانًا عربية واعتنق أغلب أهلها الهوية واللغة العربية، فاتسع موطن العرب حتى شمل إلى جانب شبه الجزيرة العربية: كامل بلاد الشام والعراق، وشمال أفريقيا من مصر إلى موريتانيا.